كتب : عبد الفتاح وليد
شاهدنا أمس ما حدث من جماهير الإسماعيلي بحق جماهير المنافس من إعتداء لا يمت بالإنسانية بصلة ولكن نسأل
ما سبب كل هذا وهل المشجعين هم السبب أم مخلفات ما حدث في الماضي من معايير الكيل بميكالين وعدم وضوح الرؤية هو السبب ؟؟
إن المدرجات و المشجعين هي نبض كرة القدم و المعني الحقيقي و المرئي و المسموح للأدرينالين ، فحينما يريد طبيب أن يشاهد الأدرينالين رؤي العين يذهب إلي مدرجات كرة القدم في العالم ليستمتع به ، ولكن هناك شئ يجب التحدث عنه بإسهاب ألا و هو الشغب في الملاعب.
و نستعرض أن بعض الممارسات هي ما أججت نيران الشغب حتي يحدث مالا يحمد عقباه .
إن شغب المشجعين لم يكن وليد الوقت الحالي و لكن هو موجود في الملاعب بمختلف أشكالها منذ القدم و خصوصا في الملاعب الإغريقية و البيزنطية ، و لكن ظهر الشغب بشكل عنيف في كرة القدم تحت ما يسمي مصطلح ” Hooligans ” ، لقد بدأ الشغب في ملاعب كرة القدم منذ عام 1985 ، حيث كان وقتها يعمل المشجعين بالعنف من أجل تخويف الخصم أو التأثير علي اللاعبين المميزين في الخصم أو تخويف الحكام و قد بدأت تلك الظاهرة في لقاء بريستون نورث إيند بعدما فاز علي أستون فيلا بخماسية نظيفة.
ولو عددنا أسباب الشغب سنجد إن من أسبابها هو شعور جماهير الفرق المتنافسة بالمحاباة لفريق بعينه وليس هو فقط و لكن المحاباة لجماهير ذلك النادي او الإعلام والتصريحات الاستفزازية والعنصرية و هما من أهم أسباب العنف و الشغب في مصرو سنتحدث عن كل منهم بإستفاضة
أولاً المحاباة و غياب العدالة :
إن شعور الفرق و جماهيرها بإن فريق يتم محاباته و دعمه من كل السبل الممكنة و غير الممكنة من قبل أي منظومة إنما هو يخلق حالة من الإحباط و الغضب عند منافسي الفريق المعني وهو ما يظهر في الملاعب بشكل واضح ، المحاباة قد تكون مادية أو معنوية عن طريق خلق شعارات رنانة و ترديدها في الملاعب و خلق شعور للفرق الأخري و المشجعين أنهم لا يمثلوا شئ و تعالوا نسرد قصة توضح لنا المحاباة ، يقال إن في قبيلة “عبس” كان يقال إن “عنترة بن شداد” هو حامي الحمي و ممثل قبيلته الوحيد و رافع شأنها بين القبائل في بطولة الفروسية حتي فاز منافس عنترة بعد جهد و عناء و عدم جدية عنترة في المنافسة و تم تمرير إن عنترة ظٌلم فخرج كبيرقبيلة بني عبس يخرج و يجتمع بكبار الشعراء و الأثرياء من القبيلة ليشاورهم و يخرجوا لنا لترديد الشعارات الرنانة حتي تخلق حالة من العلو و الكبرياء حتي و إن إستحق عنترة الخسارة لا يعترفوا بإستحقاق فوز منافسي عنترة فيخلق حالة من البغضاء و الكره تمتد حتي القتل و الثأر.
ثانياً التصريحات الاستفزازية
إن التصريحات الإستفزازية تعتبر الحجر الأول والذي يبني عليه الشغب في الملاعب في كل العالم و نجد إن هنالك تصريحات تحاول توصيل رسالة إلي جميع أبناء القبائل إن عنترة لا يمس ولا يجب أن يمس لانه حامي حمي القبيلة و فارسها المغوار الذي يرد هيبة القبيلة علي الرغم من وجود فرسان كانوا أشد بأساً و قوة من عنترة ولكن التصريحات جعلت من عنترة فارس بني عبس دون سواه و كان القبيلة لم تنجب سوى عنترة حتي وصل عنترة لدرجة التقديس فوق كل شئ
ثالثاً العنصرية
رغم إن العنصرية شئ بغيض في شتي بقاع الأرض و هي الحجر الثاني للشغب في كل العصور و الأماكن وليس الملاعب و لكن تظل موجودة منذ بدأ الخليقة فقد إنتهج الإنسان هذا التصنيف لتقسيم البشر و لكن هل العنصرية في كرة القدم كانت ضد اللاعبين ذوو البشرة السمراء ، لكن لا هذا ليس صحيح فقد إمتدت العنصرية إلي شئ أخر ألا وهو تمييز المشجعين بإطلاق مصطلحات عليهم بحجة أنها دعابة و لكن هي تنبع من أجل توجيه الإهانة وتوصيل أنهم درجة ثانية من حيث تشجيعهم لنادي منافس يمر ببعض الإضمحلال و يتم إطلاق المصطلحات و أهازيج تحمل صبغة عنصرية و تمر مرور الكرام علي الرغم من أنها تخلق حالة من الغضب عند المنافسين و عند الهتاف بالمثل يتم عقاب المنافسين دون المساس بالأخرين ، و العنصرية هي عمل بغيض قد نهي عنه الأنبياء و الديانات السماوية جمعاء و لكن في هذا العصر تحولت العنصرية من الهتاف في المدرجات إلي الواقع و إمتد تاثيرها إلي الأفعال المشينة التي تصل إلي المساس بالإعراض و عقاب المهان و المظلوم ليجعل الفرق الأخري تشعر بحالة الغليان كلما شاهدوا تلك الفئة البغيضة
لقد تناولنا أسباب و لكن كلنا ندين ما حدث من كل أحداث الشغب سواء داخل أو خارج الملعب و نعتبره إجرام في حق الإنسانية و لكن من أجل الحل و خلق حالة من الرضا يجب أن يكون هناك مساواة و بحث أسباب الشغب بحق و خلق عقوبات رادعة علي الجميع دون النظر إلي ألوان أو فئات من أجل خلق مجتمع رياضي سليم يحث علي الروح الرياضية