كتب : عبد الله رشاد

 

الطمع صفة غير محمودة على الإطلاق، تجعل صاحبها دائمًا في حالة من عدم الرضى حتى وإن إمتلك كل شئ، إلا أنه دائمًا لا يعرف للرضى مكان.

اليوم وبعد توقيع حارس الزمالك السابق محمد أبو جبل لنادي البنك الأهلي، مع كامل الإحترام للنادي ولمجلس إدارتة المحترمة، إلا أن توقيع الحارس للنادي رسالة لكل من تُسَوِّل له نفسه أنْ يضع الأموال فوق الزمالك أو أنْ يرى نفسة أكبر من الزمالك، فاللاعب مهما وصل لأي مجد شخصي فالفضل الأول لهذا الصرح العظيم.

رسالة لكل من يرى نفسة النجم الأوحد داخل الفريق وأن النادي من الممكن أنْ يُغلِق النشاط الرياضي من بعد رحيله. رسالة لكل من يحاول أنْ يضع الزمالك تحت ضغط ويطلب أكثر مما يستحق من أموال، ويجعلها الأهم وأول اختياراته.

رسالة لكل من يحمل شعار نادينا العظيم مِن الأجيال الحالية أو الأجيال القادمة «بدون الزمالك الكل لا شيء قصة واقعيّة قصيرة» فلا تدع الغرور يصيبك مهما فعلت ومهما كنت تمتلك من الموهبة.

لك أنْ تتخيل عزيزي القارئ حارس كان يلعب في فريق في متوسط جدول الدوري مثل سموحة، دخل جدران القلعة البيضاء من أوسع أبوابها، بالفعل تحقق الحلم الذي طالما كان يراودة دائمًا هو والكثير من اللاعبين.

شاء القدر أنْ يشارك مع الفريق ويصبح أحد نجومه، ليحجز مكان له في قائمة المنتخب الوطني، ذلك الشرف الذي لولا الزمالك لما حصل عليه، ثم بعد ذلك تمنحه الفرصة أن يشارك ويكون أحد نجوم المنتخب في بطولة الأمم الإفريقية الآخيرة، ويتغنى به الجميع في وسائل الإعلام المختلفة.

كيف كان رد الجميل من الحارس المغمور لنادي الزمالك صانع الشهرة والمجد له؟ للأسف الشديد كان رد الجميل من الحارس على النادي صاحب الفضل الأول والآخير عليه هو التوقيع لنادي النصر السعودي، الذي أغراه بالأموال ليقرر أن يترك الزمالك في وقت مصيري قد تَكالَب عليه فيه جميع أعداء الكيان، فهناك مجلس مُحَل عاد ولكن يبني ما تم إنهياره من لِجان الخراب، وعقوبات الفيفا، وأزمات ضربت القلعة البيضاء لا تُعد ولا تُحصى، وبرغم كل هذا بدأ أبو جبل في التمرد، والهجوم على الجماهير، ورفض الجلوس مع رئيس النادي للتفاوض، بل ووصل الأمر لوضع مبلغ مالي تعجيزي. ولأن الطمع يَقِلّ ما جمع تدخلت عدالة السماء، تراجع أداء الحارس مع الزمالك بسبب الرعونة والغرور، ليقرر نادي النصر السعودي صرف النظر عن التعاقد مع الحارس وينتهي الأمر به إلى التوقيع مع أحد أندية منتصف الجدول وهو نادي البنك الأهلي.

ليعلم أبو جبل وكل مَن هو أبو جبل أنّ الزمالك هو من يصنع النجوم، وأنّ الجميع بدون الزمالك لا يساوي شيء، فهنا صنع الزمالك أساطير وهنا في الزمالك سيتم صناعة أساطير قادمة، فالحقيقة المطلقة والقاعدة العريضة تقول الزمالك هو من يضيف للأشخاص وليس العكس. رحل أبو جبل وعاش الزمالك بتاريخ جديد يسطر من الإنجازات والبطولات التي لن تتوقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *