كتب عبد الفتاح وليد
بناءًا على وجهة نظر فنية بحتة يأتى السؤال المتداول “لماذا ارتفعت الأسعار”.
ولكن السؤال الأهم لماذا ظهر علينا الكثير يتحدث عن ضرورة التحكم في أسعار اللاعبين في مصر.
ولكن السؤال الأهم هو “من يتحدث عن ارتفاع أسعار اللاعبين”.
هل يتحدث “أحدهم” بسبب فشله في استقدام لاعبين على مستوى عالٍ لإحداث الفارق في المباريات الخاصة له.
السيدات والسادة دعونا نتساءل كيف يتم تحديد أسعار اللاعبين في العالم.
يتم تحديدها بناءا على
أولا: إحصائيات اللاعب ومدى تأثيره على فريقه داخل الملعب.
ثانيا عقلية اللاعب وتمتعه بروح الانتصار والرغبة في الفوز دائما.
ثالثا دور اللاعب داخل الملعب ومدى موائمته لطريقة لعب المدرب.
ورابعا وأخيرا: هل هو لاعب قابل للتطوير أم لاعب دولي.
وهنا يتفاوت اسعار اللاعبين
و هنا ننتقل الي سؤال أهم من سبب رفع اسعار اللاعبين في مصر
فقبل 20 عاما “مؤسسة الأهرام للإعلان” بدأت الكرة المصرية تفقد صوابها اتجاه اللاعبين ومن يتقاضي 100 ألف جنيه أصبح يتقاضي مليوني جنيه.
وهنا حدثت فجوة وأصبح هناك فريق واحد يستولي على الأخضر واليابس من اللاعبين حتى أصبحت الكرة في مصر هي عبارة عن فريق واحد أمام مجموعة فرق كلاً منها لا يمتلك جودة في كل مراكز الملعب مما أدى إلى ضعف التنافس وتراجع المدربين المصريين واللاعبين.
إن أساس المنافسة المعادلة داخل الملعب هي قدرتك على تشكيل فريق يحقق ألقاب داخل الملعب وخارجه وكذلك العمل على تولي مدير فني قادر على إبراز نقاط القوة وإخفاء نقاط الضعف فى الفريق.
و لكن ما حدث لم يكن كذلك بل أصبح فريق َواحد يحرز الدوري وباقي الفرق تتصارع من أجل لقب المربع الذهبي.
و هنا لعبت المادة والأموال ووكالة الأهرام للإعلان دور عن طريق عقود رعاية باذخة مما أجبر النادي على دفع قيم كبيرة لا تتناسب مع قدرات اللاعب الحقيقة ودفع مبالغ في لاعبين اجانب لم يضيفوا للدوري المصري شئ وهنا استمر الوضع حتى ظهر موسم 2014.
أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ
فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي
وَكَمْ عَلَّمْتُـهُ نَظْمَ القَوَافي
فَلَـمَّـا قَالَ قَافِيةً هَجـانِي.
بيت قديم نستطيع أن نؤكد أنه أصبح مثل يطبق على الكرة المصرية وقدرتها على النجاح.
وهنا ظهرت أندية كثيرة لديها أموال طائلة فأصبحت تتفنن في سحب وتدمير صورة ان اللاعبين هم من يختاروا تمثيل شرف وحمل لواء نادينا والتوقيع على بياض ولون التيشيرت “إياه” فتدمرت أساطير وأساطير منهم أسطورة التعاقدات والملهم والقائد وحتى المايسترو وابن النادى ووحش أفريقيا.
وأصبح هذا النادى محتاج الي دعم مالي من الخارج من أجل دعم صفقاته ولكن من كان يدري أن تلك الكفالة الخارجية ستكون مسمار في نعش الفشل المتتالي.
حيث أن قيمة انتقال لاعب لا تتناسب مع كل ما ذكرناه فهو لاعب صاعد ولم يلعب منتخب اول بعد ولم يحقق بطولات مع فريقه ولم يكن يُخدِم على طريقة اللعب والعقلية لا تتمتع بالانتظار اذ يقبل الجلوس على مقاعد البدلاء.
و هنا قيمة انتقال لاعب واحد لم يحقق شيئا بلغت 40 مليون جنيه كانت سبب في رفع العقود والمرتبات واستمر الوضع على ماهو عليه.
ولكن مع ضعف اللاعبين تراجعت الكرة المصرية للخلف ومن أجل تحقيق الوئام أصبحت الأندية تتضامن مع بعضها البعض فأنت تريد لاعب وانا اريد آخر حتى أصبح الدوري اكثر تنافسية ومع فشلك في تكوين العلاقات أصبحت عاجز فلجأت للصفقات الخارجية صاحبة الصخب الإعلامي والجماهيري من أجل التغطية على فشلك في جلب لاعيبن محليين تتوائم مع روحك…
ولكن صدمة كونك متأخر فكل أندية مصر استطاعت الفوز عليك ومن ينافس على الهبوط حقق معك التعادل.
استعان هذا النادى بكل أدوات العلم الطبي من أجل تقليل حجم الإصابات ولكن انت صدمت من عدم قدرتك على مؤامتك لذلك التغير العلمي واستكمالاً لمنظومة الفشل التام تعاقدت بدون وعي ولا سعي منك بالتعاقد مع اللاعبين الذين لديهم قدرة على النجاح فعدت بخفي حنين.
يا سادة لا يجب أن نرى كل شئ انتصار فالنجاح الحقيقي يأتي من لحظات الفشل واليأس و هي التي تعلمنا معنى النجاح.
والسهم الحقيقي لكي ينطلق يجب أن يعود للخلف ليحقق الفوز.
وليس كل ما يعرف يقال